تميم بن أوس الداري المقدمة : تميم بن أوس الداري صحابي جليل من كرام الصحابة وفد إلى الرسول (صلى الله عليه وسلم)في السنة التاسعة للهجرة من فلسطين مع جماعة من قومه وبذلك فاز بشرف الصحبة ودخل في عداد الأعلام من رجالات الإسلام ولقد تمثلت فيه رضي الله عنه أسمى المعاني وأنبل القيممن حب البحث عن الحق والانصياع له إلى الزهد في الدنيا والإقبال على العبادة والانكباب على القرآن الكريم ،فضلا عن المناقب التي اشتهر بها وعلى رأسها جمعه للقرآن وبشارة الرسول صلى الله عليه وسلم له بفتح بلاده وإقطاعه إياه أرضا منها.ولما كان من الصعب اختصار هذا العالم الإمام في سطور ،هذا الصحابي الذي قال عنه المؤرخون عدة أقاويل فقيل عنه انه (راهب أهل عصره وعابد أهل فلسطين). منظر خارجي لضريح الصحابي تميم الداري - بيت جبرين نسبه : يعود بنسبه إلى القحطانيين من ذرية إسماعيل بن إبراهيم عليه السلام. كان احد رعايا الدولة البيزنطية راهبا يعقوبيا وله تجارة بين الشام والحجاز ويتاجر مع مكة والمدينة مع التجار العرب. هو تميم بن أوس بن حارثة بن الدار بن هاني بن حبيب بن مالك بن عدي بن الحارث بن الحرة بن سبأ ،ويكنى –أبورقية – ورقية ابنته ،لم ينجب غيرها نسبه (الداري) إلى الدار وهو أحد أجداده ويقال لقومه أيضا من قبيلة )لخم( ولخم ليس اسما إنما هو لقب واسم لخم هو مالك بن عدي و قبيلة لخم من العرب القحطانيه ذات شعوب و قبائل كثيرة سكنت ديار الشام والعراق في وقت غير معلوم. أما مساكن لخم فهي متفرقة وأكثرها بين ألرمله في فلسطين ومعبد في الجفار في المنطقة المسماة بسيناء ومنها في الجولان ومنها في صور وإن من بني لخم رهط المنذرملوك الحيرة وكان جدهم النعمان بن المنذر ومما يدل على بعد زمن نزولهم في ديار الشام الأخبار التي يذكرها المؤرخون عن نشاطهم قبل الإسلام وبعده ومن أخبارهم قبل الإسلام بل قبل ميلاد الرسول في بلاد الشام.أن قبيلة لخم حاربت في جيش زنوبيا ملكة تدمرالعربية ،أمام إمبراطور الروم (253-268) وانتصر عليه وقيل أن الشخص الذي انتشل يوسف من الجب من بني لخم ويدعى مالك بن ذكر ،وقيل أيضا أن أصحاب الكهف الذي ورد ذكرهم في القرآن كانوا من لخم وأصحاب الكهف كانوا يدينون بالنصرانية وهربوا من جور الإمبراطور الروماني في بداية القرن الرابع الميلادي,هذا وكانت قبيلة لخم قد دانت بالنصرانية . وفي أخبار الغزوات النبوي أن طائفة من قبيلة لخم انضمت إلى الروم في معركة مؤتة سنة 8هجرية و في عهد معاوية حاربوا معه في معركة صفين عام 37هجرية ،كغيرهم من أهل الشام ،ومما يدل على تجمعهم الكثيف في ديار فلسطين،قدوم وفد "تماره" اللخمي برئاسة تميم بن أوس الداري ،على رسول الله صلى الله عليه وسلم سنة 9هـ ،وكان عدد الوفد عشرة رجال ،وكثرة عدد أعضاء الوفد دليل على كثرتهم وتفرع بطونهم .ومما يدل على انتشارهم الواسع في ديار فلسطين ،كثرة الأماكن التي تذكر من مواطنهم وامتدت منازلهم حتى الدوارم " "دير البلح" في قطاع غزة ، ثم إلى "الجفار" في سيناء وانتشروا فيها بين الرملة ونابلس كما كانت لهم مواقع في تبوك إلى"زغر" في غور الصافي على حدود فلسطين في شرقي الأردن ،واستقروا في ديار الخليل وجبالها وفي قرية صفورية من فلسطين . ومما يدلنا على ثبات قدمهم في فلسطين كثرة من ينسب إليهم من العلماء والقادة والقبائل والحمايا عبر التاريخ الإسلامي وممن ينسب إليهم ، موسى بن النصير القائد المشهور وفي سنة 226هـ ظهر في فلسطين ومنطقة الغورالقائد تميم اللحمي وكنيته أبو حرب ولقبه"المبرقع" وكان على جانب من الثقافة والعلم والتقوى ومن ينسب إلى لخم أيضا الإمام الحافظ" سليمان بن احمد بنأيوب اللحمي الطبراني". ولا يزال ينسب إلى لخم عدد من القبائل وحما يل في فلسطين في أيامنا ،من هؤلاء : "بنو نبهان " من قبيلة الحناجرة في بئر السبع و "آل النبهاني " في قرية أجزم من أعمال حيفا ،"وعرب المسا عيد" في الفور النابلسي وأما ذرية تميم الداري ،فلا زالت موجودة في الخليل وينتشر فروع منها في نابلس وجنين ويافا ،وفي شرقي الأردن ، ينتسب"آل ألمجالي" في الكرك إلى ذرية تميم الداري. منظر خارجي لضريح الصحابي تميم الداري - بيت جبرين فلسطين موطن تميم الداري ثبت أن رهط تميم الداري الذين وفدوا إلى رسول الله كانوا يسكنون فلسطين لا يبعدونها ،ولو أردنا تحديدا دقيقا فإننا نقول كانوا يسكنون في جنوب فلسطين ،وفي النواحي الشرقية منها بل في نواحي النقب والغور وقطاع غزة وطبرية ،وجبال الخليل وقضاء الرملة وذلك للأدلة التالية :- - 1 مدد النسابون والمؤرخون ديار لخم ،فكانت أكثر ديارهم في جنوب فلسطين فذكر ابن حزم بالشام بين الشام ومصر وإلي العريش . -2 لم يذكرالمؤرخون نشاطا لقبيلة لخم في داخل الجزيرة العربية أو جنوبها إبان العهد النبوي ،ولم يذكروا في الوفود التي وفدت إلى الرسول صلى الله عليه وسلم ،وإنما ذكروا وفد الداريين أو وفد تميم الداري وقيل أنهم كانوا يصيدون"المشتري"ويجحدون إلى ضم في مشارق الشام ويقال له"الاقصير". 3 - في أخبار الإقطاع الذي اقطعه رسول الله صلى الله عليه وسلم لتميم الداري مما يدل انه وقومه من أهل فلسطين قبل الإسلام وربما كانوا في ضواحي مدينه"الخصل". - 4حديث الجساسة الذي حدّث به تميم رسول اللهصلى الله عليه وسلم وجاء فيه أن الدجال كان يسأل عن بعض الأماكن في فلسطين وكان تميم ومن معه يجيب جواب العارف بهاوقيل في بعض الروايات أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أن تميما حدثني ،انه ركب البحر في نفر من أهل فلسطين وهذا يدل على مكان سكن تميم. تميم الداري أمير القدس الشريف : ذكروا انه تولى إمارة بيت المقدس ، فروى الطبراني عنروح بن زنباع أنه قال :"دخلت على تميم الداري وهو أمير على بيت المقدس وهو ينقي لفرسه شعيرا ،فقلت : أيها الأمير إما كان لك من يكفيك هذا؟وبن زنباع راوي الخبر عده بعضهم من الصحابة، ولكن لا نعلم متى تولى تميم إمارة بيت المقدس ،فأكثرالروايات تقول أنه لازم ا لمدينة بعد إسلامه ولم يفارقها إلا بعد مقتل عثمان بن عفان رضي الله عنه فمن الممكن أن يكون قد تولاها في عهد معاوية لان فلسطين في عهد معاوية كانت خاضعة لإمارة معاوية ، وقد مكث في فلسطين حوالي خمس سنوات حيث توفي سنة 40هـ ،وربما كان تولاها في عهد الخليفتين عمر وعثمان مده قصيرة ثم عزل عنها والله اعلم. كم عمرا عاش تميم الداري لا توجد رواية تخبر عن مدة حياته ولكن الروايات التي وصلتنا عن نشاطه تقدم لنا تقديرا تقريبيا لذلك ،فروايات تخبر عن بلوغه سن الرشد والعقل الواعي المفكر منذ جاء الإسلام ،والمدة التي عاشها تميم الداري منذ بزغ فجر الإسلام حتى وفاته تقارب الخمسين سنه ،حيث توفي سنه 40 من الهجرة .وبحث تميم عن الحقيقة الدينية ورئاسته وفد قومه عند القدوم على رسول الله صلى الله عليه وسلم كل هذا يدل على إن عمره ليس بالقصير لان مجموع ماذكرناه ،تحتاج إلي الخبرة المدربة ،وعلى هذا فإن عمره في بداية الإسلام كان في العقد الرابع إن لم يكن في أواخر هذا العقد وعلى هذا فإننا نستطيع القول إن تميما كان توفي وعمره تجاوز الثمانيين ، ومن المحقق أنه عاش منها ثلاثين سنه في إسلامه من سنه (9-40) هـوالله اعلم. إسلام تميم الداري : اسلم تميم الداري في العام التاسع الهجري وهنالك روايتين تصف إسلامه : - 1تقول الرواية أن تميم الداري اسلم وغدا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم عاد إلى موطنه الأول في الشام بعد مقتل عثمان بن عفان وعلى هذا يكون أقام بالمدينة بضعة وعشرين عاما. - 2ان تميم الداري قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم في مكة قبل الهجرة ثم عاد إلى الشام ،وعندما هاجر رسول الله صلى الله علية وسلم إلى المدينة قدم تميم ألقدمه الثانية ،فأقام في المدينة حتى مقتل عثمان وأكدت المصادرالتي ترجمت لتميم الداري ان إقامته الأخيرة كانت في فلسطين ووصف بأنه) راهب أهل عصره وعابد أهل فلسطين (وقيل انه مات في الشام وقبره الآن موجود في فلسطين توفي الصحابي الجليل عام 40هـ 660م.ودفن في بيت جبريل شمال غربي الخليل وذريته منتشرة في شتى أنحاء العالم. منظر للضريح من الداخل وقد تعرض للعبث ولتحطيم الشاهد 10/12/2009 وفادة تميم ورهطه على رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت أخبارالدعوة الاسلاميه في البداية تكاد تكون محصورة في الحجاز بين مكة والمدينة المنورة والطائف وبعد ذلك أخذت تتسع شيئا فشيئا فقد أخذت بعد الهجرة تغزوا أقطار شمال الحجاز بطريقة منظمة ،عن طريق الرسل والرسائل حيث أرسل الرسول صلى الله عليه وسلم رسائله إلى الملوك والحكام كهرقل. وأرسل النبي صلى الله عليه وسلم كتابا إلى الحارث بن أبي اسمر صاحب دمشق ودعاه إلى الإسلام ومما جاء في الرسالة"واني ادعوك إلى أن تؤمن بالله وحده ، لا شريك له ، يبقى له ملكك" وعندما وصلته الرسالة غضب كثيرا وقال من ينزغ عني ملكي ؟ أنا سائر إليه ، ولم يسلم .وقد أحدث ذلك صدى كبيرا بين أوساط القوم ، وحصلت غزوة خيبر ولابد أن جمعا من اليهود قد غادروها ،واتجه نحو الشمال ،واستمع الناس إلى ما يقولون عن الدعوة الإسلامية ،في السنة الثامنة من الهجرة كانت غزوة مؤتة وهي متوغلة في بلاد الشام ،وخاصة ديار قبيلة "لخم" وجذام في نواحي معان في شرقي الأردن.كان العام التاسع من الهجرة عام الوفود وتتنابض في العام العاشر فقد سرد أهل المغازي والسيرة ما يزيد على سبعين وفدا قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم معلنيين إسلامهم ،وفي عام الوفود بعد فتح مكة ، وبعد الرجوع من تبوك ،يرجح مجئ وفد بني الدار من لخم ،على رأسهم تميم بن أوس الداري رضي الله عنه وقيل في القصة روايتين الرواية الأرجح هي أن وفد الدار ينقد وفدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم عشرة أنفار وأسلموا وقد أهدى هانئ بن حبيب لرسول الله صلى الله عليه وسلم بعض الهدايا فقبلها وأعطاها العباس بن عبد المطلب وجاء في السيرة أن تميميا قد أهدى رسول الله صلى الله عليه وسلم فرسا يقال له"الورد". وفد الداريين علي الرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة ورأسهم الصحابي الجليل تميم بن اوس الداري وكان الوفد يتألف من :- (1 الصحابي الجليل تميم بن اوس الداري. (2 نعيم بن اوس الداري. (3أبو هند بن بر الداري (عبدالرحمن بن عبدا لله). (4يزيد بن قيس الداري. (5 الطيب بن بر الداري (الطيب بن عبدا لله). (6 الفاكه بن النعمان بن جبلة الداري. (7عزيز بن مالك بن سواد الداري. (8 هانئ بن حبيب الداري. (9 جبله بن مالك الداري. (10مرة بنمالك بن سواد الداري. منظر للضريح من الداخل أقطاع النبي فلسطين لتميم الداري: لقد وهب رسول الله صلى الله عليه و سلم جزءاٌ من فلسطين لتميم الداري و ذريته وأحفاده وهذا أخر مكتوب حفظ لتاريخ الكتاب الذي اقطع به تميم الداري أرضا في الشام حيث أتى تميم و عدد أخر من الدارين وطلبوا من الرسول صلى الله عليه و سلمان يقطعهم ارض بالشام فدعا رسول الله صلى الله عليه و سلم بقطعة ادم فكتب لنا كتاب نسخته: بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب ذكر فيه ما وهب رسول الله للداريين إذ أعطاه الله الأرض ووهب لهم بيت عينون وجبرون فلما هاجر النبي إلى المدينة المنورة وقدم عليه بنو تميم فسألوه ان يجدد لهم كتابا فكتب لهم الكتاب التالي . بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما أعطى محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم لتميم الداري وأصحابه أي أعطيكم عنيون وجيرون والرطومه وبيت إبراهيم برمته ،وجميع ما فيه عطية لمن أسلم منهم ولإعقابهم من بعدهم آبد الأبد فمن أذاهم فيها إذا الله ،شهد أبو بكر بن أبى قحافة وعمر بن الخطاب ومعاوية بن آبي سفيان." منظر خارجي للضريح الخاتمة هذه بعض من سيرة هذا الصحابي الجليل الذي أسلم سنه 9هـوالذي اشتهر بحداثته مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما أعلن إسلامه وهو الصحابي وهب له الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام بلاد الشام له ولذريته. وانفرد الصحابي الجليل بمجموعة مناقب هي:- (1 أول راهب مسيحي يعتنق الإسلام . (2 الصحابي الوحيد الذي روى عنه الرسول صلى الله علية وسلم. (3 أول من أضاءالمساجد. (4 أول من صنع المنابر في المساجد. (5 أول صحابي يختم القرآن الكريم في سبع ليالي في الكعبة. (6 أول من أهدى الرسول صلى الله علية وسلم فرس اأصيلا. (7 أول صاحب إقطاع في الإسلام لأرض لم تفتح بعد. (8 طلب منه الرسول صلى الله علية وسلم ان ينوب عنه في إمامة صلاة التراويح. (9 أول صحابي في شراء الملابس الثمينة. (10 أول قاص في الإسلام. (11من الصحاب الذين لديهم خبره بالسفن والسفر البحري. (12 من أول 9 صحابه يحفظون القرآن غيبا في عهد الرسول صلى الله علية وسلم. (13 أول أمير إسلامي على بيت المقدس بعد الفتح الإسلامي. (14 من الرواة الثقات وروى عنة عبد الله بن عباس و انس بن مالك و أبو هريرة و عبدا لله بن وهب وقبيصة بن ذؤيب و سليم بن عامر و شرحبيل بن مسلم و عبد الرحمن بن غنم و عطاء بن زيد ألليثي وروح بن زنباع و كثير ضمرة وآخر. (15 شارك في عملية جمع القرآن الأولى. (16 غزى مع الرسول صلى الله علية وسلم. جمع الماده وتصوير - خالد حموده |
03/06/2011
تميم بن اوس الداري
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق