03‏/06‏/2011

البحر الميت - جبل سدوم









البحر الميت
في اخفض بقعة في العالم تحت سطح البحر، يقع وادي الأردن(جزء من الشق السوري الأفريقي) والذي يتوسطه البحر الميت بمقدار 417م(أخر قياس 2003) ، مشكلاً مشهداً طبيعياً لا مثيل له، وعلى حافة الوادي تأخذ الأرض بالارتفاع غرباً مكونةً سلسلة مرتفعات جبلية من أبرزها مرتفعات القدس وشرقاً تقع مرتفعات البلقاء وهضاب السلط .ما بين السلسلتين الجبليتين عند وادي الأردن من الشمال إلى الجنوب يخترقه نهر الأردن.
 
 
لايوجد في العالم كله سطح مائي يشبه البحر الميت من حيث انخفاضه عن سطح البحر, وقد ذكر ذلك في القرآن الكريم في سورة الروم"غلبت الروم* في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون*".
 ملوحة البحر الميت أعلى بـ 10 أضعاف من تلك المميزة للبحار الكبيرة والمحيطات (تركيز الأملاح في البحر الميت 34% وفي البحر المتوسط 3.5%). رغم أنها تتغذى على مياه نهر الأردن العذبة
إن سبب ملوحة البحر الميت هي كونه بقايا بحيرة اللسان القديمة التي تكونت خلال حدوث الشق السوري الأفريقي ويذكر العلماء ان نتيجة تحرك اللوح العربي(السعودية الأردن) لاتجاه الشمال وضغطه على لوح سيناء (الأفريقي) حدث صدع جانبي باتجاه الغرب في منطقه بيسان اليوم ومرج بيسان المتصل بمرج ابن عامر المتصل بمنطقه ألروحه(المنخفض الواقع بين جبال نابلس جنوبا وجبال الكر مل شمالا) ليتصل هذا الصدع بالبحر ومن ثم لتسيل مياه البحر لمنطقه الغور وتشكل بحيرة كبيره من بحيرة طبريا في الشمال وحتى عين خصب(حتسيبا) في الجنوب.حيث كن ارتفاع هذه البحيرة نحو 270 م أعلى من مستوى البحر الميت اليوم. وفي حدث جيولوجي متأخر ارتفع جبل الدحي(عفوله عليت) مما سبب في انفصال التواصل المائي بين البحر المتوسط وبحيرة اللسان. ونتيجة للحرارة الشديدة في منطقه الغور بدأت البحيرة بالتقلص بسبب التبخر الهائل بينما بقيت كمية الأملاح الهائلة في الماء لتنحسر معظمها في أكثر منطقه منخفضة للبحيرة إلا وهو البحر الميت اليوم.
 
 
   وإذا كانت تسمية هذا البحر بالميت لتعذر وجود الكائنات الحية المرئية  فيه فأنه بحر حي وغني بالأملاح والمعادن والتي تشكل ثروة هائلة يمكن الاستفادة منها في مجالات متعددة سواء في الصناعة أو مجالي الطب والعلاج، حيث تعتبر مياه البحر الميت الغنية بالأملاح والطين المستخرج منه علاجاً ناجحاً للعديد من الأمراض الجلدية، إلى جانب سهولة السباحة فيه نظراً لإرتفاع نسبة الملوحة في مياهه حيث لا يحتاج الإنسان إلى إلمام بفنون السباحة إذ يستطيع المرء أن يستلقي على ظهره ويترك مياه البحر الميت تحمله دون عناء.
 
 
إن منطقة البحر الميت كانت مأهولة منذ أيام النبي  لوط عليه السلام قبل نحو 1800 سنه قبل الميلاد ومنها مدناً ورد ذكرها في التوراة كانت موجودة وهي سدوم وعامورة وصعده وصعبه وزغر والتي ذكرها بعض المؤرخين العرب أيضا.ومن الأسماء التي سمى بها المؤرخون العرب البحر الميت:بحيرة زغر,بحيرة لوط,البحيره النتنه البحيره المقلوبه, البحيره الملعونه,بحر سدوم,بحر البهموت.ولقد اخذ منه الأنباط العرب الملح والذي كان من اهم السلع التجاريه لحفظ الطعام حيث وصل سعره بالذهب الحين استولى الرومان على هذا المورد ووضعوا عليه حراس لمنع اخذ الملح دون دفع الثمن.
تم اكتشاف المزايا العلاجية لمياه وطين البحر الميت قبل حوالي (2000) سنة منذ أيام هيرودوس الكبير (حرد العربي الآدومي). على مقربة منه مواقع عديدة ذات أهمية حضارية – تاريخية مثل قلعة الصبه (متسادة) والكهوف التي اكتشفت فيها الوثائق المكتنزة، ويشكل محيطه موطنا لنباتات وحيوانات مميزة. يبلغ طول البحر الميت 80 كم  وعرضه (14 كم)  يبدو من الجهة الشمالية اعرض واعمق حيث اعمق نقطة تصل الى 430 م  اما القسم الجنوبي فهو اضيق وضحل يكاد يبلغ عمقه (4-8 امتار).يظهر البحر الميت كبحر خال من الحياة الحيوانية والطحالب، ولكنه يحتوي كماً هائلاً من الأملاح والمعادن الغنية العناصر المتعددة المفيدة.
        مع أن اسمه "البحر الميت" إلا أنه تعيش فيه كائنات حية هي جزء من نظام بيئي خاص خلال آلاف سنوات وجوده تغير مستوى الماء في البحر الميت بصورة متطرفة (جف البحر وغُمر على التبادل). بينما في مطلع القرن الـ20 بلغ مستوى البحر الميت أوجه، فقد انخفض المستوى في الثلاثين سنة الأخيرة بنحو 25 مترا، ومؤخرا حتى زاد تسارع انخفاض المستوى. ينزل المستوى باستمرار بقدر كبير نتيجة نشاط الإنسان حوله: استغلال صناعي على مدى سنين، لا سيما بواسطة مصانع البحر الميت التي تستخرج أملاحا معدنية من مياهه؛ قلة الرواسب في المنطقة وتقليص بارز بكمية الماء الواصلة للبحر الميت من نهر الأردن؛ فاليوم تصل فقط 10% من مياه الأردن(وذلك بعد عمل سد دغانيا على بحيرة طبرية) إلى البحر الميت ويُستغل الباقي للري واستعمالات أخرى للسكان على امتداد الأردن. سبّب انخفاض مستوى مياه البحر إلى تشكيل حفر خطرة بالوعات في المنطقة وتضرر الصناعة، السياحة والنظام البيئي المركب والمميز في البحر الميت. إصابة أخرى تتسبب نتيجة تصريف مياه مجاري منزلية وصناعية إلى البحر الميت.
 
 
يعاني البحر الميت من تناقص في كمية المياه اذ يفقد كل عام 30 سم  ويخشى العلماء من جفافه نهائياً مطلع عام 2050 اذا لم تقم مشاريع ترفده بالمياهلبقائه موجوداً. بالسبعينات من القرن الـ20 تبلورت خطة لتنفيذ "قناة البحار"، التي كان من المفروض أن تنقل مياه من البحر المتوسط إلى البحر الميت، لكن لأسباب شتى لم تخرج إلى حيز التنفيذ. مؤخرا يبادر إلى مشروع "ناقل السلام"، مشروع مشترك بين إسرائيل والأردن يهدف إلى إنقاذ البحر الميت وبإطاره تُنقل مياه من البحر الأحمر للبحر الميت بواسطة قناة أو أنبوب. سينفذ المشروع فقط بعد إجراء استطلاع شامل لفحص التأثيرات البيئية على المنطقة التي ستمر منها القناة وعلى البحر الميت. ثمة من يدعون أن بأعقاب دخول مياه البحر الأحمر تتكون في الطبقة العليا من البحر الميت طبقة ماء ذات تركيبة أملاح تختلف عما هي في مياه البحر الميت. نتيجة ذلك ستتضرر الخصائص العلاجية للبحر، وستتجمع على سطحه طبقة أملاح صعبة الذوبان وقد يظهر "طفح" أحمر نتيجة تكاثر كائنات حية دقيقة تحتوي على صبغات حمراء، كل هذا قد يمس بسياحة الاستجمام والعلاج في البحر الميت.
قبل فهم التأثيرات المحتملة لمشروع "قناة ناقل السلام" على الأحياء في البحر الميت، من المهم التعرف على هذا الموطن الفريد – موطن فيه الظروف متطرفة: ملوحة عالية جدا، تركيز عالٍ بشكل خاص لأيونات معينة لا سيما المغنيسيوم والكالسيوم، درجة حرارة عالية (حتى 35ْ م على السطح)وشدة أشعة قوية. هذه الظروف تسمح فقط لكائنات ذات تلاؤمات خاصة بالعيش في مياه البحر الميت.
 
 
حياة في بحر الموت
سمي بالبحر الميت لاعتقادهم بالماضي أنه لا حياة فيه. ومنذ عام 1936 ذكر أنه تعيش في البحر الميت كائنات حية دقيقة مميزة باستطاعتها العيش بأعلى تركيز أملاح بالعالم: طحلب أخضر وبعض أنواع بكتيريا حمراء لاهوائية وهوائية محبة للأملاح (هالوفيلي أو هالوتوليرانتية).كما وصفت أوليات مثل أميبيات وهدبيات وذكرت مؤخرا أيضا فطريات محبة للأملاح – هالوفيلية وهالوتوليرانتية. اليوم، بأعقاب سوء ظروف المعيشة في البحر الميت (عملية التجفيف وارتفاع تركيز الأملاح) فإن عدد الأنواع التي يمكن إيجادها فيه أقل مما كان بالماضي. الكائنات الدقيقة الموصوفة لاحقا هي جزء من الكائنات التي تعيش في البحر الميت ولها تلاؤمات خاصة للحياة في الظروف الصعبة التي تسود به.
 
جبل سدوم
 
 
يقع جبل سدوم عند الجزء الجنوبي الغربي للبحر الميت ,يعتبر جبل سدوم ظاهرة فريده من نوعها في العالم بحيث يشكل اكبر كتلة ملح واحده . يبلغ ارتفاعه عن سطح البحر الميت بين 150-200 م  وتصل قمته لارتفاع 240 م ,عرضه نحو 2 كم وطوله من الشمال للجنوب نحو 11 كم.السبب لبقاء الجبل رغم كونه ملح ومعرض للذوبان وجوده في ظروف صحراويه يندر فيها سقوط الامطار.
 
جبل سدوم
 
لقد كان الملح في الماضي سلعه مطلوبه في البيت منذ اكثر من 3000 عام بحيث استعمل لحفظ الطعام من لحوم واجبان ما يقابل الثلاجه في يومنا, لذا كان ثمنه عال بحيث يقايض بالذهب.لقد اكتشف الانباط العرب الملح في جبل سدوم وبنوا بجواره محطات للعمل مثل قصر الزويره وقصر الجهنيه حيث كان الجبل ضمن حدود مملكتهم فقاموا بقطع الملح وصدروه الى اوروبا وجنوا منه الارباح.الا ان الرمان في بدايه القرن الاول ميلادي استطاعوا ضمه لامبراطوريتهم وحتى نصبوا عليه حراس لكي لا يكون بامكان كل شخص الحصول حلى الملح بل هو حق الدوله فقط .ومن هنا تطورت بعض المصطلحات في اللغه الانجليزيه في اعقاب الملح- sold :
حارس الملح- soldier اي جندي / وعندما تلقى اجر عباره عن كميه من الملح - salary/ ولما ركب البحر صار ملاح -sailor . 
 
جبل سدوم
 
 توجد عدة مسارات للتجوال في جبل سدوم قسم مشيا على الاقدام او بواسطة الجيبات .يحتوي الجبل على ظواهر طبيعيه عديده مغارات هوابط وصواعد ملحيه, بلورات ملح باشكال مرجانيه.وعلى قمة جبل سدوم مطل على البحر الميت وجبال الاردن غور الصافي والكرك.
 
 

 تكوينات وترسبات
ملحيه في جبل سدوم




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق