مجازر ارتكبت بحق الشعب الفلسطيني

ساحاول جمع بعض من المجازر التي وقعت في حق الشعب الفلسطيني

مجزرة صبرا وشاتيلا

مذبحه صبرا وشاتيلا

ولمن سمع بها ولا يعرف تفاصيلها

أضع بين يديكم ملف كامل مصور عنها

خاصه بتوافق ذكراها مع محادثات عباس للسلام مع اليهود

اضغط هنا لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي. البُعد الطبيعي لهذه الصورة



نبدآ بملخص المجزره

الزمان...



الخميس الموافق ( 16/9/1982)

المكان....

لبنان بعد احتلالها في عام 1982

معسكرين للاجئي فلسطين الاول اسمه صبرا والمعسكر الثاني اسمه شاتيلا

يسكنهما الفلسطينين الذين هجرهم الأحتلال من فلسطين بعد أحتلالها

ضحايا المذبحه ...

مدنيين عزل من السلاح .. اطفال .. شيوخ .. نساء .. شباب

منفذي المذبحه....

قوات أسرائيليه بقياده آريل شارون بعد أحتلال لبنان عام 1982

بمصاحبه ومشاركه

لبنانيين من مليشيات الكتائب اللبنانيه التي تعرف الآن بحزب الكتائب اللبناني

وهو حزب مسيحي ماروني





عدد قتلي المذبحه ....

حوالي أربعه آلاف مدني مابين فلسطينين و لبنانيين بخلاف المصابيين الناجيين



المفقودين حتي اليوم ..

حوالي سبعمائه وخمسون مدني مابين فلسطينين ولبنانيين



الزمن الذي أستغرقته المذبحه....

62 ساعه متواصله



السلاح المستخدم في المجزره ....

بلط .. فؤؤس ..سيوف .. أسلحه كاتمه للصوت

ثم الرصاص بلا تمييز من البنادق الآليه و الرشاشات



الهدف من المجزره....

قتل المدنيين الفلسطينين لأرهاب وترويع المقاومه الفلسطينيه وأخضاعهم

حتي يرحلوا من لبنان ويكفوا المقاومه منها ضد اسرائيل


العقوبه التي قررت علي الجناه حتي اليوم ....


14 سنت أميركي في حكم صدر من محكمه اسرائيليه ضد قائد اللواء الأسرائيلي



التفاصيل وشهاده الشهود

مذبحة صبرا وشاتيلا( 16/9/1982):

أعدت خطة اقتحام مخيمى صبرا وشاتيلا للاجئين الفلسطينيين حول بيروت

منذ اليوم الأول لغزو لبنان عام 1982وذلك بهدف إضعاف مخيمات اللاجئين

الفلسطينيين فى بيروت ودفع الفلسطينيون إلى الهجرة خارج لبنان







قبل غروب شمس يوم الخميس 16/9/1982 بدأت عملية اقتحام المخيمين واستمرت

المجزرة التى نفذتها ميليشيا الكتائب اللبنانية وجنود الاحتلال الصهيونى حوالى 36 ساعة

كان الجيش الإسرائيلى خلالها يحاصر المخيمين ويمنع الدخول إليهما أو الخروج منهما

كما أطلق جنود الاحتلال القنابل المضيئة ليلاً لتسهيل مهمة الميليشيات وقدم الجنود

الصهاينة مساعدات أخرى لمقاتلى الميليشيا المارونية أثناء المذبحة.







بدأ تسرب المعلومات عن المجزرة بعد هروب عدد من الأطفال والنساء إلى

مستشفى غزة في مخيم شاتيلا حيث أبلغوا الأطباء بالخير،بينما وصلت

أنباء المذبحة إلى بعض الصحفيين الأجانب صباح الجمعة 17/9/1982

وقد استمرت المذبحة حتى ظهر السبت 18/9/1982 وقتل فيها نحو 3500 مدنيًا

فلسطينيًا ولبنانيًا معظمهم من النساء والأطفال والشيوخ ،







يذكر أن المجزرة قد تم تنفيذها بقيادة
أريل شارون

الذى كان يرأس الوحدة الخاصة (101) فى الجيش الإسرائيلى آنذاك والتى نفذت المذبحة،



المسجي الآن ميتآ أكلينيكيآ في احد مستشفيات تل ابيب

وقد تمت المجزرة تحت شعار"بدون عواطف،الله يرحمه"،

وكلمة السر (أخضر) وتعن أن طريق الدم مفتوح !

لكن المحكمة العسكرية التي شكلت للتحقيق في المجزرة اعتبرت أن أوامر قائد اللواء

أُسيء فهمها وتم تغريمه 10 قروش ـ 14 سنتاً أميركياً ـ

كما تم توبيخه بحكم المحكمة العسكرية،

وقد سمي الحكم بـ(قرش شدمي) لشدة سخفه واستخفافه بمفهوم القضاء .





شهود ممن نجوا



تقول أم غازى يونس ماضى إحدى الناجيات من المذبحة :

اقتحموا المخيم

الساعة الخامسة والنصف يوم 16 سبتمبر ولم نكن نسمع فى البداية إطلاق

رصاص فقد كان القتل يتم بالفؤوس والسكاكين وكانوا يدفنون الناس أحياء بالجرافات ،

هربنا نركض حفاة والرصاص يلاحقنا وقد ذبحوا زوجى وثلاثة أبناء لى فى المجزرة

فقد قتلوا زوجى فى غرفة النوم وذبحوا أحد الأولاد وحرقوا آخر بعد أن بتروا ساقيه

والولد الثالث وجدته مبقور البطن كما قتلوا صهرى أيضًا





وتروى أم محمود جارة أم غازى ما شاهدته قائلة :



رأيتهم يذبحون فتاة وهى حامل مع زوجها وابنة خالتى خرجت من المنزل



فأمسكوا بها وذبحوها فى الشارع ثم ذبحوا ولدها الصغير الذى كان فى حضنها



تكبير الصورةتصغير الصورة تم تعديل ابعاد هذه الصورة. انقر هنا لمعاينتها بأبعادها الأصلية.





ويقول غالب سعيد وهو من الناجين:

تم إطلاق قذائف مدفعية على المخيم أولاً كان القتل يتم بأسلحة فيها كواتم صوت

واستخدموا السيوف والفؤوس وقتلوا شقيقى وأولادى الأربعة كما تعرضت عدة فتيات للاعتداء عليهن





أما منير أحمد الدوخى وكان يومها طفلاً عمره 13عامًا نجا ..

رغم محاولات ثلاث لقتله فيقول إنه وضع تحت مسئولية مسلحين يلبسون ملابس قذرة

ولا يحسنون الحديث بالعربية وذلك مع مجموعة أخرى من النساء والأطفال الذين سحبوا

من بيوتهم وقد أطلقوا النار على النساء والأطفال فأصبت بقدمى اليمنى وأصيبت والدتى

بكتفها وساقها وتظاهرت بالموت بعدما طلبوا من الجرحى الوقوف لنقلهم إلى المستشفى،

لكنهم أطلقوا عليهم النار جميعاً من جديد ،

فنجوت من محالة القتل الثانية أيضاً، غير أن أمى كانت قد فارقت الحياة،

وصباح اليوم التالي أطلقوا عليّ النار عندما وجدوا أنني لا زلت حياً فأصابوني وظنوا

بأنني قد مت فتر كوني .





وتقول سنية قاسم بشير:

قتل زوجي وابني في المجزرة،وأفظع المشاهد التي شاهدتها كان منظر جارتنا الحاجة

منيرة عمرو،فقد قتلوها بعدما ذبحوا طفلها الرضيع أمام عينيها وعمره أربعة شهور.

وتروي ممرضة أميركية تدعى جيل جرو عن شاهد عيان قوله :



أنهم ربطوا الأطفال ثم ذبحوهم ذبح الشياه في مخيمي صبرا وشاتيلا،



صفوا الناس في الاستاد الرياضي وشكلوا فرق إعدام.







علي خليل عفانة طفل في الثامنة يقول :



كانت الساعة الحادية عشرة والنصف،سمعنا صوت انفجار كبير وتلاه صوت امرأة



وفجأة اقتحموا منزلنا ،واندفعوا كالذئاب يفتشون الغرف،صاحت أمي تستنجد فأمطروها بالرصاص،



مد أبي يده يبحث عن شيء يدافع به عن نفسه، لكن رصاصهم كان أسرع ،



لم أقو على الصراخ فقد انهالوا علىَّ طعنًا بالسكاكين ..لا أدرى ماذا جرى بعد ذلك،



لكنى وجدت نفسي فى المستشفى كما ترانى ملفوف الرأس والساقين ،



قال لى رفيق فى المدرسة كان فى زيارة أمه فى المستشفى أن بيتنا تحول إلى أنقاض،



جاءت خالتى أمس لزيارتى فسألتها عن مصير إخوتى الثلاثة، لكنها لم تجب !!



لقد ماتوا جميعاً أنا أعرف ذلك .وانسابت الدموع الساخنة على خديه الصغيرتين




وتروي امرأة من مخيم صبرا ما جرى فتقول :



كنا وزوجي وطفلي نهم بالنوم ليلة 15سبتمبر بعدما انتهينا من ترتيب الأغراض..



التي خربها القصف ،وكنا نعيش حالة من الاطمئنان لأن الجيش اللبناني ـ



حسب ظنها ـ يطوق المخيم ،



لكن الهول كان قد اقترب إذ دخل عشرات الجنود والمقاتلين يطلقون النار ويفجرون المنازل



فخرجنا نستطلع الأمر ولما رأينا ما رأينا حاولنا الهرب لكنهم استوقفونا



ودفعوا زوجى وأبى وأخى أداروا ظهورهم إلى الحائط وأجبروهم على رفع أيديهم



ثم أمطروهم بوابل من الرصاص فسقطوا شهداء ، ولما صرخنا أنا وأمى شدونا



من شعورنا باتجاه حفرة عميقة أحدثها صاروخ لكن أوامر صدرت لهم بالحضور إلى



مكان آخر فتركونا دون أن يطلقوا علينا النار ثم هربنا .





وتروى امرأة أخرى :



كيف دخلوا بيتها وعندها طفل من الجيران فانهالوا عليه بالفأس فشقوا رأسه قسمين

وتقول :

لما صرخت أوثقونى بحبل كان بحوزتهم ورمونى أرضًا ثم تناوب ثلاثة منهم على اغتصابى .

وتركونى فى حالة غيبوبة لم أستفق إلا فى سيارة إسعاف الدفاع المدنى









كان بعض رجال الميليشيات يسحقون الفلسطينيين بالسيارات العسكرية حتى الموت



وكانوا يرسمون الصليب على جثث القتلى وقد قام مصور تليفزيون دانماركى يدعى

بترسون بتصوير عدد من الشاحنات المحملة بالنساء والأطفال والمسنين متجهة إلى

جهة مجهولة فى صبرا وشاتيلا تم قتل الناس دون تمييز كما تم اغتصاب عدد كبير من النساء



وهناك العديد من الناس رفع الأعلام البيضاء كناية عن الاستسلام خصوصًا الأطفال والنساء

غير أنهم كانوا من الضحايا الأوائل فى المذبحة بما فى ذلك أكثر من خمسين امرأة ذهبن

للتعبير عن الاستسلام وأنه ليس هناك مسلحون بالمخيم فقتلوهن جميعًا.







الهجوم على مستشفى عكا كان صباح الجمعة الساعة 11,30 صباحا

حيث تمت عمليات قتل للأطباء والمرضى ممرضة فلسطينية تدعى انتصار إسماعيل (19عامـًا )

تم اغتصابها عشر مرات ثم قتلت وعثر على جثتها بعد ذلك مشوهة وقد قتلوا العديد من المرضى

والجرحى وبعض العاملين والسكان الذى لجئوا إلى المستشفى ثم أجبروا أربعين مريضًا

على الصعود فى الشاحنات ... ولم يعثر على أى منهم فيما بعد وخلال المذبحة قتل

الإرهابيون الطبيب على عثمان والطبيبة سامية الخطيب داخل المستشفى وأفرغوا

رصاصات فى رأس طفل جريح يرقد فى السرير عمره 14عامًا ويدعى موفق أسعد،

وقامت البلدوزارات بحفر المقابر الجماعية فى منتصف النهار جنوب شاتيلا بمشاركة

الإسرائيليين كما هدموا العديد من المنازل بالبلدوزارات

وقد تمت المذبحة فى مناسبة السنة العبرية الجديدة







ويروى روبرتو سورو مراسل مجلة التايم الأمريكية فى بيروت ما رآه بعد دخوله المخيمات فيقول :

لم يكن هناك سوى أكوام الخراب والجثث مكومة فوق بعضها من الأطفال والنساء

والرجال بعضهم قد أصاب الرصاص رأسه وبعضهم قد ذبح من عنقه وبعضهم مربوطة

أيديهم إلى الخلف وبعضهم أيديهم مربوطة إلى أرجلهم بعض أجزاء الرءوس قد تطايرت ،

جثة امرأة تضم طفلها إلى صدرها وقد قتلتهما رصاصة واحدة وقد تمت إزاحة الجثث

من مكان إلى آخر بالبلدوزارات الإسرائيلية ووقفت امرأة على جثة ممزقة وصرخت

" زوجى ، يا رب من سيساعدنى من بعده ؟ كل أولادى قتلوا ،

زوجى ذبحوه، ماذا سأفعل يا رب يا رب"







وفى تقرير لمراسل الواشنطن بوست يقول عن مشاهداته :



بيوت بكاملها هدمتها البلدوزارات وحولتها إلى ركام جثث مكدسة فوق بعضها أشبه

بالدمى وفوق الجثث تشير الثقوب التى تظهر فى الجدران إلى أنهم أعدموا رميًا بالرصاص.

فى شارع صغير مسدود عثرنا على فتاتين الأولى عمرها حوالى 11 عامًا والثانية عدة أشهر

كانتا ترقدان على الأرض وسيقانهما مشدودة وفى رأس كل منهما ثقب صغير وعلى بعد خطوات

من هناك وعلى حائط بيت يحمل رقمين 422 ، 424 أطلقوا النار على 8 رجال .

كل شارع مهما كان صغيرًا يخبر عن قصته فى أحد الشوارع تتراكم 16 جثة فوق

بعضها بعضًا فى أوضاع غريبة، وبالقرب منها تتمدد امرأة فى الأربعين ان عمرها بين نهديها رصاصة،

وبالقرب من دكان صغير سقط رجل عجوز يبلغ السبعين من العمر ويده ممدودة فى حركة استعطاف،

ورأسه المعفر بالتراب يتطلع ناحية امرأة ظلت تحت الركام !!



ويقول حسين رعد (46 عامًا) :



إن الإرهابيين قاموا بقطع الرءوس وضرب الرقاب "بالساطور"، وكانوا يدوسون الجثث بأقدامهم ،

وقد رأيت بعينى قتل خمسة أشخاص أحدهم بالساطور ناهيك عن الشتائم والإهانات

وكانوا يذبحون الأطفال والنساء بلا تمييز".

وقال:

"إن السكان بدءوا الهروب من جهة القوات متعددة الجنسية والتى لم تقم بحمايتهم

خصوصًا فى منطقة الحمرا".

أما محمود هاشم (28عامًا) وهو من شهود المذبحة كان عمره آنذاك يقارب الـ 15 عامًا فيقول :

" كنت نائمًا مع أصحاب لى يوم الجمعة ليلاً فى المخيم وبحدود الساعة 11 ليلاً

سمعنا إطلاق نار ظنناه عاديًا، ونمنا حتى الصباح حيث صحونا لنجد المخيم

خاليًا إلا من القطط والكلاب، وخرجنا نتفقد الأحوال حتى اقتربنا من "مدرسة الجليل"

حيث وجدنا كومة من الجثث فوق بعضها البعض، فلم نتمالك أعصابنا،

وقررنا الخروج من المخيم عن طريق تدعى "الاستديو" ووصلت إلى حى الفاكهانى

حيث يقيم أهلى بعدما دمر بيتنا فى مخيم صبرا وشاتيلا جراء القصف الإسرائيلى

فى أوائل الاجتياح، وسمعت هناك بخبر المذبحة ،



ويضيف :

"التقيت مع صحفى بريطانيا طلب منى أن أصحبه إلى مدخل المخيم صباح السبت 17/9/82

ليسجل أحداث المذبحة بكاميراته، فوافقت وعندما وصلنا إلى الجهة الغربية من المخيم

فوجئنا بكومة من الجثث بالقرب من مكان الدوخى، وقد ضرب صاحب الدكان ببلطة فى رأسه،

وكان إلى جانبه شاب صغير، والباقون من كبار السن،

وتابعنا المسير حتى وصلنا إلى مفرق الحرج حيث شاهدنا تسع جثث تحت شاحنة،

وكانت أيدى بعضهم مربوطة، فيما اخترق الرصاص سطح حائط مجاور،

ويدل المنظر على عملية إعدام جماعى لهؤلاء، على بعد عشرة أمتار من هذا المشهد المذهل،

وجدنا امرأة مسنة تحمل بطاقة هوية لبنانية،



ويبدو أنها كانت تحاول إقناعهم بأنها لبنانية وليست فلسطينية، وعلى بعد عشرين مترًا أخرى

وجدنا عددًا من الأحصنة مقتولة، وبينها جثة رجل مقطوع الرأس،

تبين فيما بعد أنها جثة عمى عبد الهادى هاشم (49 عامًا)

وبعد أن تابعنا المسير اصطدمنا بست جثث مربوطة بجنازير بعضها ببعض،وكانت

رءوس اثنين منهم مجوفة فيما يبدو أنها ضربت ببلطة أو فأس على الرأس،

ونظرًا للهول والذهول الذى أصابنا قررنا العودة من حيث أتينا،

وكان الصحفى البريطانى قد التقط عشرات الصور لهذه المشاهد ،وخلال ذلك سمعنا

حركة قريبة منا فاضطرب الصحفى وسارع بقيادة الدراجة النارية وأنا معه إلى خارج المخيم،

وقد أطلقت علينا طلقات من الرصاص فزاد من سرعة انطلاقه".







ويستعيد شاهد العيان شريط ذكرياته داخل المخيم فيقول :

"رأينا الجثث مكومة فى زاوية إلى اليمين وعلى بعد خمسين ياردة فقط من مدخل

مخيم شاتيلا، كان هناك أكثر من اثنتى عشرة جثة لشبان صغار التفت أرجلهم

وأيديهم بعضها حول بعض، وهم يعانون آلام الموت،

وكان كل منهم مصابًا برصاصة أطلقت نحو صدغه واخترقت مخه،

وبدت على الجانب الأيسر من رقاب بعضهم ندوب قرمزية أو سوداء،

رأينا طفلة لا تتجاوز الثالثة من عمرها ملقاة على الطريق وكأنها دمية مطروحة

وقد تلوث ثوبها الأبيض بالوحل والدم والتراب، وكانت قد أصيبت برصاصة قد طيرت

مؤخرة رأسها واخترقت دماغها، كانت الأسر قد أوت إلى فراشها فى غرف النوم

عندما اقتحم المسلحون المخيم، فقط رأيت جثثًا ممددة على الأرض أو متكومة تحت الكراسى،

وبدا أنه جرى اغتصاب كثير من النساء حيث كانت ملابسهن مبعثرة على الأرض،

شاهدت أمًا تضم طفلها وقد اخترقت رأس كل منهما رصاصة، نساء عاريات قيدت

أيديهن وأرجلهن خلف ظهورهن،

رضيع مهشم الرأس يسبح فى بركة من الدم

وإلى جانبه رضاعة الحليب،

على طاولة الكوى بالقرب من أحد البيوت قطعوا أعضاء طفل رضيع وصفوها بعناية



على شكل دائرة ووضعو الرأس فى الوسط

فى صبرا وشاتيلا يسود الانطباع أن القتلة استهدفوا وأمعنوا فى قتل الأطفال بنوع خاص".



مجزرة دير ياسين : 250 شهيدا حسب مصادر العدو. 360 شهيدا حسب مصادر الصليب الأحمر.


دير ياسين قرية عربية تقع إلى الغرب من مدينة القدس. في خرائطهم ادخلها الصهاينة ضمن حدود مدينة القدس.







بلغ عدد سكانها عام 1948 حوالي 650 نسمة, ومساحة أرضها حوالي 2860 دونما.


لماذا دير ياسين؟؟


قلنا ان الخطة دال
التي اعتمدها الارهابي بن غوريون تقضي بتنفيذ ثلاث عشرة عملية حربية, منها
"عملية ناخسون" لإحتلال القدس. وكان هدف هذه العملية الصهيونية احتلال
الطريق من تل ابيب إلى القدس ويشمل ذلك احتلال الاراضي المحاذية للطريق
بعرض ستة اميال في المناطق الساحلية, وثلاثة اميال في المناطق الجبلية.
وهذا يعني ان على عصابات البالماخ والهاغاناه احتلال جميع القرى والبلدات
على هذا الطريق, لا سيما بلدة القسطل.


ومن المعروف ان
غرب مدينة القدس تحميه عدة بلدات كبيرة تفصل ما بين القسطل والقدس في وادي
قالونيا, هذه القرى هي عين كارم وبيت زيت وقالونيا ولفتا إلى الشمال. وبما
أنه لا يمكن تحقيق اهدافهم في اي من هذه البلدات الصامدة, لذلك إتجهت
العصابات الصهيونية إلى اختيار هدف سهل يتمكنوا من خلال مهاجمته تحقيق
إنتصار سريع وحاسم, فكان الهدف قرية صغيرة وادعة لا تملك الامكانيات
البشرية والعسكرية التي تعيق اطماعهم, فكانت دير ياسين هي الهدف.


حشدت العصابات
الصهيونية 1500 مقاتل لتحقيق الهدف. وكانت القوة مشكلة من الهاغاناه
والبالماخ والارغون وشتيرن. بدأ الهجوم على القسطل في 6 نيسان 1948 وتبادل
المجاهدين والعصابات الصهيونية السيطرة عليها اكثر من مرة. امام هذا
الواقع الصعب طلب قائد الهاغاناه المدعو شالتيل في 7 نيسان, طلب من مردخاي
رعنان ويهوشع زتلر قائدي عصابتي الارغون وشتيرن باحتلال دير ياسين
بهدف قطع الامدادات عن المجاهدين في القسطل. في هذا اليوم يسقط عبد القادر
الحسيني شهيدا في معركة القسطل, وتبدأ عصابات الارغون وشتيرن هجومها بفرقة
مكونة من 300 ثلاثمائة إرهابي في صباح العاشر من نيسان 1948, يتقدمهم
الارهابي مناحيم بيغن الذي أصبح في منتصف السبعينات رئيس وزراء لكيان العدو
.... . تقدمت مصفحة للعدو وطلبت من اهالي دير ياسين الخروج من القرية
عبر الطريق المؤدية إلى عين كارم, فماذا كان مصيرهم؟؟
تفاصيل مجزرة دير ياسين

بقلم : د. قيس إبراهيم قيس


هذا الجزء من سكان
القرية الذين صدقوا النداء الذي كانت تبثه مكبرات الصوت من على المصفحة
الصهيونية, خرجوا من بيوتهم هاربين باتجاه عين كارم, واذا بهم يقعوا ضحية
لكمين نصبته العصابات الصهيونية التي أمطرتهم بالرصاص والقنابل اليدوية
فسقط قرابة الخمسين شهيدا في الموقع. ويعترف بيغن أنهم لجأوا إلى هذا النوع
من الخداع لأنهم واجهوا مقاومة المسلحين أهالي القرية, فقد قُتل أربعة من
اليهود وجُرح اثنان وثلاثون, جراح أربعة منهم خطرة. وأصبح وضع اليهود
خطراً ونفذت ذخيرتهم ولم يعودوا قادرين على مواصلة الهجوم أو حتى سحب
جرحاهم من أرض المعركة. وكاد هجوم العصابات ان يفشل فتدخلت القوات
النظامية للعدو وهي الهاغاناة وقواتها الخاصة المعروفة باسم البالماخ - أي
الصاعقة - وقدمت الذخائر والقنابل لعصابات شتيرن والارغون. وشنوا مجدداً
هجوماً على دير ياسين فأخذ اليهود يلقون القنابل ويطلقون الرصاص على
المدنيين الفلسطينيين داخل البيوت فيدمرونها على من فيها. وعلى الرغم من
عدم التكافؤ في القوى بين المدافعين الفلسطينيين والمهاجمين اليهود, فقد
كانت المقاومة عنيفة واستغرقت وصول الارهابيين اليهود إلى قلب القرية نحو
ساعتين.


كانت الأوامر
بتدمير كل بيوت القرية قد صدرت من غرفة العمليات المشتركة التي اقامها
الصهاينة في المستعمرة القريبة من دير ياسين وهي مستعمرة جفعات شاؤول.
أُرسلت شحنات كبيرة من المتفجرات وبدأت فرق التلغيم بتفجير منازل القرية
ومجرموا الأرغون وشتيرن يقتلون كل من يتحرك داخل أزقة القرية منازلها. وذكر
أحد مراسلي العدو لصحيفة يديعوت أحرونوت : ان العصابات الصهيونية أخرجت
نحو خمسة وعشرين رجلا من العرب أركبوهم في شاحنة وراحوا يستعرضونهم على
الطريقة الرومانية الهمجية في أحياء القدس اليهودية وفي المستوطنات
القريبة, ثم عادوا بهم إلى منطقة الكسارات في دير ياسين وهناك أعدموهم بدم
حاقد وليس بدم بارد كما يقال.

في
الفقرة التالية سأحاول وضع تقدير لعدد الشهداء من الشيوخ والنساء
والأطفال في مجزرة دير ياسين. لأن الارقام المتداولة متناقضة وغير دقيقة.


1- مصادر
العدو ذكرت أن وحدة من الهاغاناه بقيادة ينشورين شيف دخلت القرية وحفرت
قبراً جماعياً ودفنت فيه مائتين وخمسين جثة عربية أكثرهم من النساء والشيوخ
والاطفال. قبل ان تصل بعثة الصليب الاحمر الدولي وتفضح جريمتهم أمام
العالم والتاريخ. وهذه الواقعة صحيحة لكنهم ليسوا كل الشهداء.


2-
الصليب الأحمر الدولي ذَكر عِبرَ جاك رينيه الذي شغل منصب رئيس بعثة
الصليب الأحمر الدولي في فلسطين عام 1948, ان كان في القرية ما يزيد على
أربعمئة شخص, هرب ما يقارب الأربعين إلى القدس والقرى العربية المجاورة,
واما الباقون فقد ذُبحوا دون تمييز بدم حاقد.


3-
ان عدد سكان القرية لم يكن أربعمئة نسمة حسب ما ذكر جاك رينيه, وانما كان
حوالي ستمائة وخمسون نسمة حسب التقديرات البريطانية للأعوام 1945-1948.
واذا حذفنا عدد الناجين من المجزرة وقدرهم أربعون نسمة, من عدد سكان دير
ياسين عام 1948, يمكننا ان نقدر ان عدد الشهداء في مجزرة دير ياسين يقارب 610 ستمائة وعشرة شهداء.
وهذا أقرب الى الواقع لا سيما اذا أحصينا عدد الشهداء في القبر الجماعي
الذين اقامه العدو ودفن فيه 250 جثة, ولان العدو كان يدرك ان الصليب الاحمر
الدولي سيطلع على هذا القبر الجماعي, لذلك من الطبيعي ان يكون قد أقام
عدد من القبور الجماعية لمجموعة الشهداء على طريق عين كارم. ولمجموعة
الشهداء في الكسارت. أو كما اعترف احد أفراد عصابة الهاغاناة المدعو نيسان
هريز في تحقيق اوردتُه صحيفة النهار بتاريخ 16 أيار 1998 يقول هذا المجرم
:"عند الفجر أبلغونا أن الصليب الاحمر سيصل إلى القرية, وفي وقت قصير
علينا ان نخفي آثار المجزرة, فقمنا بجمع عشرات الجثث ووضعناها في بناية ثم
تولى خبراء المتفجرات تفجيرها على من فيها من جثث".


وذكرت الممرضة
انيسه مزاكيس في مستشفى المسكوبيه في القدس ان العشرات من المصابين الجرحى
توفوا في المستشفى وبسبب تحلل الجثث تم فتح قبر جماعي في ساحة المستشفى
ودفنت الجثث فيه.


اضافة الى العديد
من الشهادات الحية لناجين من المجزرة الذين ذكروا انهم شاهدوا قتل واعدام
عشرات من ابناء دير ياسين في اماكن ومواقع مختلفه منها على سبيل المثال :
شهادة زينب عطية زوجة محمود زهران التي ذكرت ان ابو عبد صلاح التجأ إلى
بيت ابنته المجاور لبيتها فدهمه الجنود وقتلوا كل من كان فيه وكان عددهم
27 شخصا. كما شاهدت اليهود يجمعون عموم افراد عائلة زيدان من منازلهم
الثلاثة واخذوا يطلقون النار عليهم فلا يسلم منهم أحد.


بعد الذي تقدم
لابد من الوقوف على حقيقة الروايات الصهيونية لمجزرة دير ياسين والأهداف
الكامنة وراء هذا الاجرام المنظم الذي اشتركت في تنفيذه العصابات الرسمية -
الهاغاناه والبالماخ, والعصابات المنشقة, الارغون وشتيرن وغيرهما. وموقف
دولة "الانتداب" بريطانيا من هذه الجريمة لا سيما ان هذه المجزرة تمت قبل
نهاية الانتداب في 18 أيار 1948.

وهذه بعض الصور التوضيحية للمجزرة




































مجزرة بيت دراس

21/5/1948



وصلت قوة صهيونية معززة بالمصفحات الى قرية بيت داراس وطوقتها لمنع وصول اي نجدة ..



بدأت بالقصف عليها بالمدافع والهاونات ..



قرر الرجال الصمود في القرية واخراج النساء والاطفال والشيوخ منها...



فما ان وصلوا الى مشارف القرية ، حتى تصدى لهم الصهاينة بالنيار رغم انهم عزل وشيوخ واطفال ونساء ..



كانت حصيلة هذا القصف 260 شهيدا من الابرياء



كي لا ننسى





هذه بعض الصور لبيت داراس









هي قرية تقع إلى الشمال الشرقي من مدينة غزة، وتبعد عنها 32كم



تبلغ مساحة اراضيها 16357دونما وتحيط بها اراضي قرى المجدل والسوافير، والبطاني، واسدود، وحمامة.



وهذه بعض الصور عن القرية




اضغط هنا لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي. البُعد الطبيعي لهذه الصورة 640x451 بيكسل وحجمها %3$sKB



اضغط هنا لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي. البُعد الطبيعي لهذه الصورة 640x430 بيكسل وحجمها %3$sKB



اضغط هنا لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي. البُعد الطبيعي لهذه الصورة 640x512 بيكسل وحجمها %3$sKB
مجزرة كفر قاسم . . . .




تل الزعتر- لبنان



1976



لم يكن حافظ الأسد سفاحاً للشعب السوري فقط ، بل
وصل إرهابـه للشعب اللبناني والفلسطيني ، وقتل من الفلسطينين في (تل
الزعتر ) أضعاف ماقتله الصهاينة ، واحتل لبنان ليعيث فيها الفساد كما فعل
في سوريا .وليتخذ ضباطه من الساحل اللبناني موانئ لبواخرهم التي تنقل
المخدرات من منطقة الشرق الأوسط إلى أوربا .



كانت لبنان الرئة الاحتياطية للمواطن السوري ، يتنفس منها عندما تحاول
السلطة السورية خنقه ، فالسفر إلى لبنان بالبطاقة الشخصية ، وحالما يشعر
المواطن السوري بزوار آخر الليل ( المخابرات ) اقتربوا من بيته ، يهرب من
البيت ، وفي الصباح يستطيع السفر إلى لبنان ، ومن هناك إلى أي بلد في
العالم . وأدرك حافظ الأسد أنه لن يستطيع إذلال الشعب السوري وتجويعه
وترويضه ؛ إلا إذا سيطر على لبنان ، لذلك بدأ يتدخل في السياسة الطائفية
اللبنانية ، من أجل السيطرة على لبنـان لإحكام السيطرة على الشعب السوري ،
وإذلاله وتحقيق ما تريده إسرائيل .



ثم دخل لبنان تحت مظلة ( قوات الردع ) وصار يقف إلى جانب فئة ليقتل فئة
أخرى ، فوقف مع النصارى الصليبيين ضد الفلسطينيين :[ ففي 28/ 9/1973م ألقى
بيار الجميل زعيم حزب الكتائب بياناً في المؤتمر السنوي السادس للكتائب قال
فيه : إننا نلاحظ بفرح وأمل أن الإخوان السوريين ( يقصد النظام السوري ) ؛
يبدون في هذه الأيام انفتاحاٌ مهماً على ماكانوا يعتبرونه انعزالية ورجعية
في تفكيرنا ) . وفي 10/9/ 1974م تم عقد لقاء بين ممثلين عن الكتائب ووفد
سوري برئاسة عاصم قانصوه ـ رئيس البعث الأسدي في لبنان ـ وعلق بيار الجميل
فقال : قانصوه صديق قديم ؛ نتعاون معه دائماً لتقريب وجهات النظر بين
حزبينا ) . وفي 7/12/ 1975 زار بيار الجميل دمشق واستقبل فيها كالرؤساء ،
وفي نهاية الزيارة صرح قائلاً : يوجه حزب الكتائب تحية الشكر والإكبار
للرئيس حافظ الأسد ، ويعتبر الحزب أن هذه الزيارة تكمل ما بدئ به منذ سنتين
، على صعيد توطيد العلاقات مع الشقيقة سوريا ، وبعد ذلك يصرح عاصم قانصوه
: إن حزب الكتائب أكثر وطنية من بعض الفئات التي تدعي ذلك . ( انظر كتاب
محمد عبد الغني النواوي ـ الصراع العربي الإسرائيلي ـ وقد نقل عن الصحف
اللبنانية مثل صحيفة الأنوار) . ولهذا كان دخول الجيش السوري إلى لبنان
إنقاذاً للموارنة من هزيمة مؤكدة ، وقد نشرت الأخبار القاهرية في 16/6/
1976م قول كميل شمعون : لقد اتفقنا مع سوريا على خطط ترضينا . ثم وصل كميل
شمعون إلى دمشق في 9/8/1976م وصرح يقول : أنه يثق ثقة كاملة بالرئيس حافظ
الأسد ، وأن سوريا هي الدولة الوحيدة التي تستطيع فرض السلام في لبنان .



ونفذ مجزرة ( تل الزعتر) التي قتل فيها ألوف الفلسطينيين ، بعد أن قطع عن
الحي الماء والكهرباء والطعام عدة أيام، مماجعل بعض الأهالي كما قيل يأكلون
الكلاب خوفاً من الموت جوعاً .



ثم وقف مع الدروز ليقتل النصارى ، ومرة أخرى وقف مع جماعة أمل الشيعية
ليقتل الدروز ، ثم وقف مع العلويين والشيوعيين ليقتل المسلمين السنة في
طرابلس ، وهكذا يتضح أن مهمته في لبنان هي القتل ، ولم ينج من رصاصه أحـد ،
أما الشيعة من جماعة أمل وحزب الله فقد كواهم بناره أكثر من مـرة .





موافقــة الولايات المتحدة وإســرائيل



لكن كيف يدخل لبنان ، ويتصرف فيه حسب مصالحه الشخصية والطائفية والعشائرية ؟
لابد من موافقة الولايات المتحدة وإسرائيل ، وقد استطاع حافظ الأسد أن
يحصل على هذه الموافقة ؛ عندما تعهد بتصفية المقاومــة الفلسطينية
واللبنانية ، فقد نشـرت صحيفــة الجماهير الأســترالية أنه في يوم (12/4/
1976م ) اجتمع في جونية كل من رفعت الأسد و(دين براون ) مبعوث الرئيس
الأمريكي وعدد من قادة اليمين اللبناني ( الكتائب وأمثالها) واتفق
المجتمعون على :



1ــ دعم ومساندة النظام السوري ، والسماح للمخابرات الأمريكية بتواجد أكبر في دمشق لكشف المخططات المعادية للنظام .



2 ـــ إضفاء صفة المشروعية على الوجود السوري في لبنان .



3ــ التمديد الدوري لقوات الطوارئ الدولية في الجولان .



4ــ تضع سوريا المقاومة اللبنانية تحت سلطانها ، وتضرب اليسار في الداخل والخارج .



5ــ تتعهد الولايات المتحدة بعدم تحرك إسرائيل على الجبهة السورية .



وفي ( 21/ 1 /1976م ) تحدث ناطق رسمي باسم البيت الأبيض قال إن الرئيس
فورد تخلى عن معارضته لتدخل عسكري خارجي في لبنان ، وإن الولايات المتحدة
كان من الضروري عليها ، أن تأخذ بعين الاعتبار طبيعة ومآرب سوريا ونواياها .




وفي( 29 / 1 /1976م )تحدث ناطق رسمي باسم الخارجية الأمريكية قائلاً إن
الولايات المتحدة تعترف بأهمية الدور الذي تقوم به سوريا ، بالنسبة لتسوية
الأزمة اللبنانية .



وفي ( 27 / 1 /1976م ) نقلت وكالة اليونايتد برس من واشنطن بأنها كانت تقوم
بنقل الرسائل من الكيان الصهيوني إلى سوريا ، حول الوضع في الجنوب
اللبناني ، وقال (فريدريك براون) إننا على اتصال مع حكومات إسرائيل وسوريا
ولبنان ، وإننا نراقب الوضع عن كثب ، واعترفت الصحف الإسرائيلية بأن
اتصالات من هذا النوع قد جرت ، وأوضحت أن سوريا أكدت لمسؤولين أمريكيين أن
وجود قواتها في الجنوب إنما يستهدف المقاومة واليساريين اللبنانيين . ولهذا
وقف اليهود والأمريكان إلى جانب التدخل السوري في لبنـــان .



ونقلت رويتر في (15 / 4 /1976م ) قول كيسنجر إن الولايات المتحدة تلعب
دوراً رئيسياً في لبنان ، وإننا شجعنا البادرة السورية هناك ، وإن الوضع
يسير لصالحنا ويمكن رؤية خطوط تسوية .



ونقلت الشرق الأوسط في ( 18 / 8 /1977م ) في تعليق لها على اجتماع الأسد بكارتر في جنيف تقول :



إن عملية إخضاع المقاومــة اللبنانية والفلسطينية في لبنان ، كانت جزءاً من
استراتيجية كبيرة ، لإضعاف المقاومة ومعارضي التسوية ، وقدم كارتر للأسد
مكافأته بالاستجابة إلى طلبه والاجتمــاع به في جنيــف بدلاً من واشنطن ،
كما كان يفعل مع غيره من الرؤساء العرب .



وصرح موشي دايان لوكالة الصحافة الفرنسية في ( 5 / 6 /1976م ) قائلاً إن
على إسرائيل أن تظل في موقف المراقب ، حتى لو غزت القوات السورية بيروت
واخترقت الخط الأحمر ، لأن غزو القوات السورية للبنان ، ليس عملاً موجهاً
ضد أمن إسرائيل.



ونقلت إذاعة إسرائيل عند بداية التدخل السوري في لبنان تصريحاً لرئيس وزراء
إسرائيل (إسحق رابين ) قال : إن إسرائيل لا تجد سبباً يدعوها لمنع الجيش
السوري من التوغل في لبنان ، فهذا الجيش يهاجم الفلسطينيين ، وتدخلنا عندئذ
سيكون بمثابة تقديم دعم للفلسطينيين ، ويجب علينا أن لانزعج القوات
السورية أثناء قتلها للفلسطينيين فهي تقوم بمهمة لا تخفى نتائجها الحسنة
بالنسبة لنا .



ونشرت مؤسسة الدراسات الفلسطينية في العدد ( 12)تاريخ (30/ 6/1980م ) عن صحيفة ها آرس الصهيونية مايلي :



يتوقع رئيس شعبة الاستخبارات الصهيونية اللواء (يهو شاع ساغي )، تصعيداً في
عمليات المقاومة من الأردن ، لأنهم يواجهون مصاعب في لبنان ، ولأن الجولان
مغلقة أمامهم ، وإن أخطار نشوب حرب في العام القادم ضئيلة ، إلا في حال
حدوث تغيرات مفاجئة مثل انقلاب في سوريا ، أو تدهور الوضع في لبنان .( انظر
محمد عبد الغني النواوي ـ الصراع العربي الإسرائيلي ) .







عمليات جيـش الأسـد في لبنـان



هب المســلمون صفاً واحداً بعد مجزرة ( الكارنتينا ) التي دبرها حزب
الكتائب ضد المسلمين ، وانضم المسلمون يقاتلون في إطار منظمة التحرير أو
الحركة الوطنية أو جيش لبنان العربي ، وتمكنت القوات الوطنية من احتلال
شتورا ، وزحلة ، وزغرتا ، والدامور ، والسعديات ، ودارت الدائرة على
الموارنة وسائر الصليبيين ، وأخذت مدفعية جيش لبنان العربي تدك قصر الرئاسة
في بعبدا ، فهرب رئيس الجمهورية سليمان فرنجية إلى زغرتا ، وسيطر الجيش
العربي على معظم لبنان بقيادة الضابط أحمد الخطيب ، وبات مؤكداً أن الوضع
سينتهي لمصلحة الحركة الوطنية والمقاومة الفلسطينية ، وفي هذا الظرف الحرج
تحرك حافظ الأسد لينفذ الأوامر التي صدرت إليه من تل أبيب وواشنطن .





وبمجرد وصول القوات السورية بعد موافقة جامعة الدول العربية التي تكفلت
بتغطية نفقات قوات الردع السورية ، تخلت الصاعقة عن منظمة التحرير ، كما
تخلى حزب البعث اللبناني عن الحركة الوطنية ، وهكذا شق الأسد المنظمة
والحركة منذ اليوم الأول ، كما تخلت أمل الشيعية عن جيش لبنان العربي
والحركة الوطنية ، بعد أوامر موسى الصدر لهم ، ووقف الدروز على الحياد
يتفرجون على ذبح المسلمين،وهاهي النتائج العسكرية :



1ــ انتصرت القوات السورية انتصاراً ساحقاً على القوات المشتركة في سهل
البقاع وعكار والجبل وصيدا ، وفرضت حصاراً في البر والبحر والجو ، ومنعت
وصول المؤن والذخائر إلى المقاومة الفلسطينية والحركة الوطنية ،واستولت
القوات السورية على مواد غذائية أرسلت من الفلسطينين في الخليج إلى القوات
المشتركة .



2 ــ تركت القوات السورية ميناء جونية الذي يسيطر عليه حزب الكتائب ،
ليتنفس منه الموارنة والصليبيون ، والتجار من الضباط السوريين الكبار .



3 ــ طارد الجيش السوري كل معارض سوري أو لبناني، واعتقله أو قتله إن لم يتمكن من الفــرار .



4 ــ ساهمت القوات السورية في حصار تل الزعتر ، بالتعاون مع الكتائب ، وبدأ
الحصار في أواخر حزيران ، وسقط المخيم في (14 / 8 / 1976م ) بعد حصار أكثر
من شهر ونصف ، ومنعت القوات السورية وصول الطعام والماء والذخيرة إلى
المخيم ، كما شاركت في الإعدامات وهتك الأعراض والنهب تحت قيادة العقيد علي
مدني [ قائد الشرطة العسكرية ، ومن رجال الحركة التصحيحية 1971م] .



5 ــ فعلت منظمة الصاعقة وقوات الردع السورية الأفاعيل في لبنان من نهب المصارف، والسيارات والمخازن والمستودعات .







قـال الفلسطينيون عن الأســد



يقول كمال جنبلاط في كتابه ( هذه وصيتي ) في الصفحة ( 105) : نقل عن ياسر
عرفات قوله للأسد عند اجتماعه به في (27/3/1976م) إن قلب المقاومة
ومستقبلها موجود في لبنان ، وإن إرهاب الجيش السوري والصاعقة لن يفيد ،
وإنه يعز علينا أن نصطدم بالجيش السوري ونحن على مرمى مدفعية العدو
الصهيوني والأسطول السادس الأمريكي . فكان رد الأسد ( ليس هناك كيان
فلسطيني ، وليس هناك شعب فلسطيني ، بل سوريا وأنتم جزء من الشعب السوري ،
وفلسطين جزء من سوريا ، وإذن نحن المسؤولون السوريون الممثلون الحقيقيون
للشعب الفلسطيني).[ أقول : هذا هو منطق الحزب القومي السوري المنقرض ،
والذي يتناقض أساساً مع عقيدة حزب البعث العربي الاشتراكي ، والذي يطل
برأسـه اليوم ليدخل الجبهة الوطنية التقدمية في سوريا ] .



ويقول صلاح خلف ( أبو إياد يرحمه الله ) في مجالسه الخاصة أرسل ياسر
عرفات اثنتي عشرة رسالة إلى حافظ الأسد يطالبه بفك الحصار المفروض علينا في
بيروت ، وعندما لم يتلق جوابـاً أرسل مبعوثاً خاصاً، وبعد أن سلم رسالة
عرفات ، وعرض عليه سوء الأوضاع وصلف العدو أجاب الأسـد :



(أنـاأريـد أن تهلـكوا جميعـاً لأنكم أوبــاش)





يقول صلاح خلف ( يرحمه الله ): عندئذ أدركنا تآمر أسد علينا ، وأن له أوثق العلاقات مع إسرائيل والولايات المتحدة وحزب الكتائب .



وفي حزيران (1982م) اجتاحت إسرائيل لبنان ، ووصلت إلى بيروت وحاصرت
الفلسطينيين،ولم يستطع حافظ الأسد أن يحميه منهم ، وعندما حاول استخدام
السلاح الجوي السوري تساقط كالعصافير بالصواريخ الإسرائيلية، وخسرت سوريا
معظم طائراتها يومذاك .[ أقول : وسرذلك أن النظام السوري سـرح الطيارين
الأكفاء ، وأبعدهم عن سلاح الجو السوري خوفاً منهم ، وترك أزلامه ومؤيديه
فقط].



ثم ترسخ الوجود الإسرائيلي في جنوب لبنان ( الحزام الأمني ) ، كما ترسخ
الوجود السوري في شمال لبنان ووسطه ، وكانت هناك خطوط حمراء معترف بها سراً
بين سوريا وإسرائيل بواسطة الولايات المتحدة . وصارت إسرائيل تقتل
اللبنانيين والجيش السوري يتفرج عليهم ، كما في مذبحة ( قــانــا ) عام(
1996م ) ، وقانا تبعد عشرات الكيلومترات عن تمركز القوات السورية في لبنان
وعددها قرابة أربعين ألف جندي [حدثني زميل أثق به أدى خدمته العسكرية في
الجيش السوري في لبنان يقول : كنا متمركزين في عمارة (غير جاهزة ، على
العظم ) بالقرب من البقاع ، وكانت المدفعية الإسرائيلية تقصف المنطقة دوماً
، وتدمر مواقع للفلسطينيين والمقاومة اللبنانية بالقرب من مواقعنا ، ولما
امتلأت العمارة التي نسكنها بالأوسـاخ ، وطلب الضباط الصغار أن ننتقل منها
إلى عمارة مجاورة أخرى رفض قائد الكتيبة طلبنا ، وبقينا عدة شــهور في هذه
العمارة ، وقد امتلأت بالأوساخ ؛ مع وجود عمارات أخرى فارغة ، واستنتجنا
فيما بعد أن هذه العمارة محملة عند إسرائيل ؛ على الخرائط العسكرية عندهم ،
كي يتحاشونها أثناء القصف المدفعي .



وذات يوم كنا ثلاث دوريات على حدود الحزام الأمني ، دورية سورية ، والثانية
فلسطينية ، والثالثة للمقاومة اللبنانية ، وكان على الدوريات أن تمر بفاصل
زمني قرابة نصف ساعة بين الدورية والأخرى ، يقول مرت الدورية الفلسطينية ،
في سيارة جيب صغيرة ، ومع ذلك قصفها الأسرائيليون وأصابوا السيارة وهرب
الفلسطينيون منها ، ثم جاء دورنا بعد نصف سـاعة ، وكررت الشهادتين لأنني
أيقنت بالموت عندها ، ومعنا سيارة شاحنة ( زيل ) كبيرة جداً ولها هوائي
طويل ويشاهد من مسافات بعيدة ، ولما وصلنا إلى السيارة الفلسطينية المحترقة
ترجلنا وأزحنا ها عن الطريق ؛ ثم عدنا إلى سيارتنا الكبيرة ، وتابعنا
المسير بسلام ، ولم تطلق علينا إسرائيل أياً من صواريخها ؛ كما أطلقته على
الدورية الفلسطينية ، ولما جاء دور دورية المقاومة اللبنانية الذين اطمأنوا
نوعاً ما لأن الإسرائيليين لم يقصفونا ، ووصلوا إلى المنعطف الخطير قصفهم
الإسرائيليون وأعطبوا سيارتهم ..