03‏/06‏/2011

الحياه البريه في فلسطين










تاريخ الحياة الحيوانية في فلسطين
تطورت الحياة الحيوانية في فلسطين خلال العصور الجيولوجية وحتى وقتنا الحالي : إن تاريخ الحيوانات البرية في فلسطين يمكن تتبعه من العصر الفجري ، عندما تراجع البحر عن مناطق شاسعة كان يغطيها لملايين من السنين . وقد كانت فلسطين ما تزال جزءاً من شبه القارة العربية النوبية ، والتي امتدت جنوباً وشرقاً ، والتي منها جاءت أول الحيوانات البرية . وعندما حدث في العصر الحديث القريب إرتباط أرضي مع جنوب شرق أوروبا ، فقد تبعه تدفق للحيوانات من شبه جزيرة البلقان . وفي العصر الحديث الأقرب السُفلي ، كانت هناك بعض الأنواع من الحيوانات التي كانت تعيش في فلسطين لأجيال عديدة مثل الخنزير ، والبرنيق (فرس النهر) ، والكركدن ، والضبع المنقط ، وكذلك جاءت لاحقاً حيوانات أخرى من الهند ، ومن بينها الذئاب والغزلان والخيول البرية .
ثم حدث تتغيرات مناخية خلال العصر الحديث الأقرب الأوسط والأعلى حتى العصر الحجري الحديث (منذ سبعة آلاف سنة) ،والتي أحضرتتغيرات جديدة في تركيبة الحياة الحيوانية المحلية؛هذا مع العلم أن الحياة الحيوانية في فلسطين لم يحدث لها أية تغيرات عميقة منذ ذلك الحين،مع أن الكثير من الأنواع تمت إبادتهامن خلال الصيد وتدمير الغابات .
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
النمر العربي                                                                                                                 الذئب الصحراوي
 
وتورد التوراة والإنجيل ذِكرالكثيرمن الحيوانات التي كانت تعيش بفلسطين في قديم الزمان،والتي لم تعد موجودة في الفترة الحالية ومنها : الأسد ، الببر ، الدُب ، الأيل ،الظبي اليحمور،الظبي (البقرالوحشي) ،الثورالبري، وحتى النعامة والتمساح . كما تورد التوراة والإنجيل الكثيرمن الحيوانات الأهلية مثل : الحِصان،الحِمار،الماعز،الخِراف،الدجاج، النحل ،والماشية،وكذلك دودة القز (دودةالحرير) . وبالنسبة للحيوانات البحرية،فقد تم ذِكر السمك ،وقوقعة المُريك التي كان يتم جمعها لإستخراج اللون الأرجواني الملكي منها . وبالنسبة للحشرات،فقد تم ذكرالقمل والبعوض،كما تم التفريق بين الأنماط العديدة ومراحل نمو الجراد .
كما تم ذكرالكثير من  الحيوانات في القرآن الكريم والسُنة النبوية الشريفة،والتي كانت لهاعلاقة بأرض فلسطين المُباركة،لاسيما أنه كان يعيش على أرضها الكثير من الأنبياء والرُسل . فمن قصص القرآن الكريم : قصة سيدناإبراهيم عليه السلام (أبوالأنبياء) وابنه إسماعيل عليه السلام (أبوالعرب) والكبش،وقصة سيدنا سُليمان عليه السلام (الذي عُلم منطق الطير) مع الهُدهُد،وأيضاً قصته عليه السلام مع النمل في وادِ النمل،وقصة سيدنا يوسف عليه السلام مع الذئب،وكذلك قصة سيدنا يونس عليه السلام (ذا النون أوصاحب الحوت) مع الحوت في بحر يافا بفلسطين .
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
النيص (الشيهم)                                                        الغزال الفلسطيني
 
ويعيش في فلسطين حاليا ما بين  70-80 نوعاً من الثدييات ،وما بين 500-520 نوعاً من الطيور ،وما بين 100-120 نوعاً من الزواحف ،وحوالي 400 نوع من الأسماك ،وحوالي 5000 نوع من الحشرات .
 
الثدييات
 
بالرغم من أن مساحة فلسطين صغيرة نسبياً ، إلا أن تنوع الثدييات أو اللبونات فيها كبير ، حيث يصل عددها إلى حوالي سبعين نوعاً ، ويعتبر هذا تنوعاً جيداً بالنسبة للمساحة الصغيرة .
إن كثيراً من الأنواع كيفت أنفسها مع المناخ الشبه قاحل أو القاحل لفلسطين ، وإلى المؤونة الغذائية المُتناثرة . وإن أغلب الثدييات الفلسطينية ليلية ، حيث أنها غير نشيطة أثناء ساعات النهار الحارة ، وهي قادرة على الإكتفاء بمقادير ضئيلة من المياه ، مثل الضبع و الغرير (الغريراء) . ومن ناحية أخرى ، فهناك بعض الأنواع التي تحتاج إلى كميات وفيرة من المياه مثل بعض الحيوانات التي تعيش في مناطق المُستنقعات أو قرب البحيرات مثل الخنازير البرية ، والتي تقوم عادة بنبش وتخريب الحقول والمزارع والحدائق النباتية بحثاً عن الغذاء ، في مرج الحولة وحول بحيرة طبرية (بحر الجليل) .
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
                                                                 
                                           الكركال
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
                 
                          الضبع المخطط                                                    الخنزير البري
 
إن أغلب الحيوانات الثديية البرية في فلسطين معروفة أيضاً في أجزاء أخرى من العالم ، ولكنه توجد أيضاً أنواعاً محلية . وقائمة الحيوانات الثديية البرية طويلة ، فهناك مثلاً القنفذ القوقازي الكبير والقصير الأذنين ، والقنفذ ذو الأذنان الطويلتان ، والقنفذ الإثيوبي ، وزبابة الماء القزمية ، وزبابة الماء الكبيرة ذات الأسنان البيضاء ، وأنواع الفئران البرية مثل الفأر المنزلي أو الفأر المنزلي الفلسطيني  ؛ وتضم القائمة أيضاً الجرابيع مثل الجربوع المشعر القدم ، والخلد (الخلند) الفلسطيني ، والوبر الصخري أو الجبلي(الطبسون) ، وهو من آكلات الأعشاب ويعيش في مناطق السُفوح الشرقية (برية القدس) ، وخفاش (وطواط) الفاكهة المصري والذي يعيش في الكهوف عادة ، وخفاش القبور العاري البطن ، وخفاش حدوة الحصان الأكبر ، ووطواط الناترر ، والوطواط الطويل الجناحين الشائع في كل أرجاء فلسطين .
ومن الحيوانات آكلات اللحوم (اللواحم) التي تعيش في فلسطين النِمر العربي المُهدد بالإنقراض ، والذي يُعتبر أكبر الحيوانات الفلسطينية المُفترسة ، والقط الصحراوي (هِر الرمال) العربي ، والذي أصبح وضعه قريباً من المُهددِ بالإنقراض ، والذئب العربي ، وابن آوى الفلسطيني, والذي تم تصنيفه حديثاً في العام 2008 ، والثعلب الفلسطيني والذي قام العالم توماس بوصفه من الرملة قرب يافا عام 1920 . أما الأسد الآسيوي أو الفارسي فقد تم ذِكره وتسجيله لآخر مرة في منطقة الشريعة في عام 1630 ؛ وكذلك هو الحال مع الفهد العربي أو الآسيوي والذي تمت رؤيته لآخر مرة في صحراء النقب ، جنوب فلسطين عام 1959 ؛ كما أن الدُب السُوري قد تمت رؤيته لآخر مرة في شمال فلسطين ، وانقرض في القرن التاسع عشر .
ويعيش في فلسطين أيضاً الظربان (غرير العسل أو آكل العسل) ، والغرير (الغريراء) ، والقضاعة (ثعلب الماء) الفارسي ، والرباح (الزريقاء) الفلسطيني ، والنمس الشائع ، والضبع السُوري المُخطط ، وقط الأدغال الفلسطيني ، وكذلك الوشق أو الوعوع السُوري والذي يُسمى أيضاً بأم ريشات وأحياناً بعناق الأرض(الكركال) .
ومن الحيوانات آكلات الأعشاب (العواشب) التي تعيش في فلسطين غزال دوركاس أو الغزال الأحمر ، وكذلك الغزال العربي ، والوعل النوبي ، والمها العربية (المارية العربية ، الوضيحي ، ابن سولع) ، وكذلك حيوانات ثديية عديدة أخرى .
وتتوزع بقية الثدييات على جميع مساحة فلسطين وحسب مناطق إنتشارها . وبشكل عام فإن الحيوانات الثديية مُهددة بالإنقراض بسبب عدم وجود الأحراش والغابات بشكل كبير ، وعدم وجود مصادر المياه القريبة منها ، وكذلك لكثافة المُنشآت السكنية البشرية في أغلب المناطق بفلسطين . هذا وتدل الإحصائيات على أن حيواناً واحداً ينقرض كل عشرين عاماً في فلسطين .
 
الطيور
 
يوجد في فلسطين حوالي خمسمائة نوعاً من الطيور ، ويمكننا القول أن مائة نوع منها مُستوطنة على مدار العام ، وخمسين نوعاً تستقر في الصيف فقط ، كما أن هناك مائة نوع تعتبر طيوراً مارة تمكث أياماً أو أسابيع عديدة ثم ترحل . وتقسم طيور فلسطين إلى مائتين وستة أجناس ، أكثرها إنتشاراً جنس الزريقة وهي الطيور الهازجة ، وجنس الدرسة ، والنورس ، والأبلق ، وخطاف البحر ، والصقور الأصيلة .
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
   الحبارى(اعلى)الهدهد(اسفل)                                  ابو الحيات ينقض على الافعى الرقطاء السامه
 
وتنتمي الأجناس إلى 67 عائلة ، وأكبرها الهوازج ، والشحرورية ، والبطية ، والكواسر . وقد جُمعت هذه العائلات في إحدى وعشرين رُتبة . أما الرُتب التي تحوي أكبر عدد من الأنواع فهي : الطيور المُغردة ، الزقزاقية ، الصفريات ، الوزيات .
ونظراً لتعدد أنواع الطيور الممكن مشاهدتها في فلسطين ، وتنوع مصادرها ، يمكننا تقسيمها إلى خمس مجموعات هي :
أولاً : الطيور المُستوطنة (المقيمة): وهي الطيور التي تتوالد وتربي صغارها وتمضي فترة حياتها في فلسطين ، ومنها ما يقارب مائة طير مُستوطن مثل النسر الأسمر (عقاب الرمم) والصقر الذهبي ، ومنها ما هو صغير الحجم مثل العصفور الدوري وعصفور الشمس الفلسطيني ؛ كما أن معظم طيور النقب ووادي عربة تعتبر من هذه المجموعة .
ثانياً : الطيور الشتوية (الزائرة): وهي الطيور التي تصل إلى فلسطين ما بين شهري أيلول وكانون الأول قادمة من أوروبا ، وتغادرها ما بين شهري شباط وآذار ، وتضع هذه الطيور بيوضها وتربي صغارها في أوروبا وتأتي إلى فلسطين زائرة شتاءً لتعود إلى مواطنها الأصلية بعد انتهاء الفصل . ويصل عدد أنواع الطيور الزائرة حوالي المائة وأهمها الزرزور والنورس الأسود الرأس؛ وقد لوحظ في السنوات الأخيرة أن بعض أنواعها قد تحولت إلى طيور مُقيمة.
ثالثاً : الطيور الصيفية:وهي الطيور التي يبدأ وصولها إلى فلسطين ما بين شهري شباط وحتى أيلول ، ويأتي معظمها من إفريقيا ، أما القليل منها فيأتي من الهند ، وتصل هذه الطيور فلسطين وهي يافعة وتمكث حتى تصل إلى سن البلوغ ، ثم تعود إلى مواطنها الأصلية لتبيض وتتكاثر ، ويصل عدد أنواعها حوالي الإثنين وسبعين نوعاً منها الذعرة الصفراء ، وأبو زريق ، والرخمة المصرية.
 
 
     غراب الليل(اعلى)    عصفوروردي(اسفل)         حمريه (اعلى)     بومه اذناء(اسفل)                             النسر(اعلى)   الوروار (اسفل)
 
 
رابعاً : الطيور المهاجرة الحقيقية: وهي الطيور التي تعبر فلسطين مرتين سنوياً في طريقها من وإلى إفريقيا وأوروبا ضمن مسار محدد ، حيث تمكث عدة أيام أو أسابيع لتعاود الرحيل ، ويتراوح عددها ما بين 100-120 نوعاً ومنها اللقلق الأبيض (أبو سعد) ، والذعرة البيضاء وبعض أنواع الطيور الجارحة.
خامساً : الطيور الشاردة: وهذه الأنواع على عكس الأنواع السابقة ، تزور فلسطين في فترات غير مُنتظمة وليست ذات مسار أو توقيت محدد ، حيث يكون ظهورها وإختفاؤها مفاجئاً ، ومنها ما يقارب 100-130 نوعاً ، منها الأوزة الأوروبية ، والبجع الصاخب .
 
الزواحف
 
إن الزواحف والتي تنتمي إلى الرُتب الثلاثة للسلاحف والعظاءات والحيات ، مُمثلة بحوالي مائة وعشرون نوعاً . وإن هذا العدد الكبير نسبياً ، يجب أن يُعزى إلى المناخ الدافئ بشكل عام ، وإلى الإشعاع الشمسي المُباشر والقوي لساعات طويلة على أغلب مدار السنة . وتضم الأنواع المحلية عدداً من الأنواع التي تعتبر تقريباً مُنقرضة في أجزاء أخرى من العالم . وخلال الفترات الحارة والرطبة للعصر الثلثي الأوسط ، دخلت الكثير من الزواحف المدارية إلى فلسطين ؛ وقد اختفى أغلبها عندما أصبح المناخ جافاً وبارداً مرة أخرى ، ولكن البعض منها استطاع أن يتأقلم مع الظروف الجديدة . وهذا يُفسر وجود بعض الزواحف في فلسطين ، والتي تستوطن عادة غابات الهند المدارية .
 
 
 
 
 
 
 الحنيش عير سام(اعلى)- الصل  سام جدا (اسفل)   طفيه ملونه (اعلى- رقطاء (اسفل) سامتان                     الاصله الدساس (اعلى)- حفاث جميل (اسفل) غير سامات
 
وفي بداية القرن العشرين ، كان تمساح النيل ما زال يعيش في نهر التماسيح(او الزرقه قرب قرية جسر الزرقاء اليوم) ومستنقعات الكباره، في السهل الساحلي بشمال فلسطين ؛ وكان نهر التماسيح هو النهر الوحيد ، خارج حدود نهر النيل ، الذي كان يعيش فيه تمساح النيل ؛ ولكنه للأسف اختفى كلياً منذ ذلك الحين . ومن أنواع السلاحف المحلية السبعة ، فإن أربعة منها تعيش في البحر ,واثنتين في المياه العذبه سلحفاة المستنقع واللجأه الرخوه في واد الاسكندر، وواحده على اليابسة .
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
      اللجأه الخوه(اعلى)- وزغه (اسفل)                     رضعه (اعلى) - حرباء (اسفل)                            سحلية ابو قرع(اعلى) عظايه رشيقه(اسفل)
 
ومن العظاءات والأنواع المُرتبطة معها ، فإن الوزغة (أبو بريص) هو الأكثر إنتشاراً ، وعادة ما تتم رؤيته قرب المساكن البشرية . كما يُمكن مُشاهدة الحرباء ، والتي تستطيع أن تغير لونها حسب مُحيطها ؛ وهي معروفة ببطء الحركة ، ولكنها سريعة جداً في صيدِها للحشرات بواسطة لِسانها اللزج الطويل . وتعتبر الأصلة (البُوا) الرملية  الدساس من الحيات الغير سامة الأكثر شيوعاً في فلسطين ، ومن الحيات الأخرى الحية السوداء الحنيش ، والتي يصل طولها إلى مِترين واربعين سم ، وكذلك حية المالبولون فالأقصر طولاً ، والتي يُمكن أحياناً أن يُعثر عليها حتى في منطقة يافا السكنية . ومن الأنواع السامة والخطرة : أفعى الكوبرا (الصل أو الناشر) ، والأفعى الرقطاء الفلسطينية.
 
إن البرمائيات والتي يعتمد وجودها على وجود ماء دائم ، قلت أعدادها من الساحل الداخلي الفلسطيني ، وشمالاً وجنوباً ، مع زيادة الجفاف في تلك الجهتين . ومع ذلك فإن أعداد البرمائيات كبيرة على طول نهر الأردن وروافده والتي يتوفر فيها الماء على مدار السنة . وإن تجفيف المُستنقعات في فلسطين ، وخاصة تجفيف مُستنقعات بُحيرة الحولة بشمال فلسطين ، في خمسينات القرن العشرين ، أدى إلى تقليل أعداد البرمائيات المحلية إلى حدٍ كبير ، كما أدى إلى إنقراض ضفدع بُحيرة الحولة الفلسطيني(العلجوم الاسود) ، والذي تم تسجيل وجوده للمرة الأخيرة في العام 1955 .
ويعيش حالياً في فلسطين اربعة أنواع من العلاجيم والضفادع عديمة الذنب وهي : العلجوم الأخضر الأوروبي ، وهي الأكثر إنتشاراً وتواجداً ، والعلجوم السُوري النادر ، وضفدع الأشجار الأناضولي ، وضفدع المُستنقعات أو البُحيرات .
ومن البرمائيات النادرة في  البلاد ذوات الذنب سمندل الماء ، وكذلك السلمندره المُهدده بالإنقراض .
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق